أصداء التقارير الفنية السلبية تزيد حصيلة خسائر أسهم مصر

عمقت الأسهم المصرية خسائرها لدى إغلاق تعاملات الاحد بسبب تأثر المتعاملين بتقارير فنية سلبية عن السوق دفعتهم للبيع وسط جفاف للسيولة.
وهبط مؤشر السوق الرئيسي "اجي اكس30" - الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة مقيدة- 2.91 % مسجلة 5299.41 نقطة وكان استهل تعاملاته فاقدا 0.18 % الى 5448.29 نقطة.
وامتد التراجع إلى الأسهم المتوسطة والصغيرة ليفقد مؤشر "اجي أكس 70" 1.4 % مسجلا 609.81 نقطة وكان فتح حول 617.99 نقطة.
وخسر مؤشر "داوجونزمصر20" - الذي يقيس أداء أكبر 20 شركة من حيث رأس المال السوقي ونسب التداول الحر- 2.39 % ليصل الى 1108.59 نقطة وكان بدأمتراجعا 0.25 % مسجلا 1132.87 نقطة.
واتهم وائل عنبة رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب باحدى شركات السمسرة في تصريحات خاصة لموقع اخبار مصر تقارير تحليل فنية صادرة عن شركات كبرى - ظهرت في الاونة الاخيرة- بانها السبب الرئيسي وراء الانخفاض، لانها تضغط على نفسية المتعاملين وتؤدي الى خروج المشتري وترقبه للمستوى الذي قدرت الشركة ان يرتفع السوق عنده.
وبدأ الافراد نهجهم البيعي مع تقرير للمجموعة المالية هيرميس في 24 يونيو/ حزيران 2009 توقع ان تسوء الاوضاع ليصل المؤشر الرئيسي الى 4800 نقطة، مما يتناقض مع آخر اصدرته مطلع الشهر ذاته وتوقع تخطي المؤشر 7200 نقطة، مما اثار تخوف المتعاملين خاصة وان الفاصل الزمني بين التقريرين قصير للغاية.
جفاف السيولة
وساهم في هبوط السوق، - يستكمل عنبة- ضعف السيولة الذي وصل الى مرحلة الجفاف، مشيرا الى ان هذه المرحلة تعبر عن انتهاء فترة الاحجام عن الشراء ودخول سيولة جديدة بالسوق.
وكان محلل أسواق المال محسن عادل توقع في تصريحات خاصة لموقع مصر أن تزيد البورصة حصيلة خسائرها في حال تجاوز السوق المصرية نقطة الدعم الرئيسي 5500 نقطة انخفاضا، خاصة مع اضمحلال القوة الشرائية الذي فاقم بصورة قوية من اي اتجاهات لدعم المؤشرات على المدى القصير.
كما رهن عيسى فتحى صعود السوق بدخول سيولة جديدة ، قائلا انه في حال تجاوز التداولات المايار جنيه ستبدأ حينها المؤشرات في الصعود.
ماذا يحدث؟
وتسائل وائل عنبة ماذا يحدث في السوق لتفاقم خسائرها بهذه الطريقة، مؤكدا انه لايوجد مبرر منطقي لانخفاض المؤشرات.
ودلل على ذلك بأن جميع مؤشرات الاقتصاد الكلي جيدة، فأسعار الفائدة الرئيسية على أموال ليلة خفضت بمقدار 50 نقطة أساس الى 9 % على الودائع والى 10.5 % على القروض في رابع خفض على التوالي، كما ارتفع معدل النمو في الربع الأول من 2009 إلى نحو 4.7% مقابل 4.2% في الربع الأخير من 2008 رغم تراجع حركة الاقتصاد العالمي جراء الازمة المالية العالمية.، فضلا عن تراجع معدل التضخم في أسعار المستهلكين في المدن المصرية الى 10 % في عام حتى يونيو/ حزيران مقابل 10.2 % في الشهر السابق له.
الأفراد مشتري.. والأجانب بائعون
وعلى صعيد أداء فئات المتعاملين، أفاد المصدر بأنها جميعا جاءت ضعيفة، واقبل المستثمرون الاجانب والمؤسسات على البيع، فيما اتجه العرب والافراد للشراء وفسر عنبة مشتريات الاخيرة الى بداية الاسبوع الذي يتم خلالها فتح " كريديدت جديد" .
وإستحوذ المصريون على 83.7% من التداولات وسجلت مبيعاتهم 82.2% مقابل 85.2% للشراء.
وسجلت تعاملات الاجانب 11.5% وبلغت مبيعاتهم 14.4 % مقابل 8.6% للشراء.
وبالنسبة للضلع الثالث للمثلث فئات المستثمرين، سجلت تعاملات العرب 4.8% وبلغت مبيعاتهم 3.3% مقابل 6.3% للشراء.
وعلى صعيد تعاملات المحليين، سبق الافراد المؤسسات على سباق التعاملات باستحواذهم على 67.2% مقابل 32.8% للمؤسسات.
واتجه الافراد للشراء مسجلين مشترياتهم 68.8% مقابل 65.7% للبيع، وفي المقابل غلب البيع على قرارات المؤسسات حيث سجلت مبيعاتهم 34.3% مقابل 31.2% للشراء.
الأحمر يلون الأسهم القائدة
ولون الاحمر الاسهم القائدة بالسوق لتخسر "اوراسكوم تيلكوم القابضة" 4.40 % الى 27.57 جنيها، و"البنك التجاري الدولي (مصر)" 4.47 % الى 44.04 جنيها، والمجموعه الماليه هيرمس القابضه 2 % لتصل الى 20.11 جنيها، والعز لصناعة حديد التسليح 3.43 % الى 10.41 جنيها، و"الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول" 0.88 % الى 193.38 جنيها، و"مجموعة طلعت مصطفى القابضة" 0.76 % الى 5.24 جنيهات
وعلى صعيد ابرز الاسهم اداء، تصدر الرابحين "تصنيع الاقلام والبلاستيك - سيسب" 54.66 جنيها، ثم "المنصورة للدواجن" 30.16 جنيها، وبعده "مجموعة جى . أم . سى للاستثمارات الصناعية و التجارية المالية" 193.74 جنيها، وتلاه "العربية للادوية والصناعات الكيماوية"35.87 جنيها، واخيرا "المجموعه المصريه العقاريه لحاملة" 31.67 جنيها.في المقابل، تصدر الخاسرين "بنك الاتحاد الوطنى - مصر" 8.54 جنيهات، ثم "(AG)أوراسكوم القابضة للتنمية" 37.42 فرنك سويسري ، وتلاه "الاهلية للاستثمار والتعمير - نيركو" 47.94 جنيها، وبعده "الاسفنج المصرية" 120.80 جنيها، وأخيرا "عبر المحيطات للسياحه" 1.25 دولارا.
جدير بالذكر ان الاسهم المصرية شهدت هبوطا اضطراريا خلال الاسبوع المنتهي في 9 يوليو/ تموز 2009 في رد فعل لحركة الاسواق العالمية وهو ما وصفه خبراء بالسقوط بفخ العولمة، والسوق ترقب شبح الخسائر مع استمرار ضعف التداولات وتتطلع لنتائج اعمال الربع الثاني من 2009.